البدنة متلطخة بالملكات المذمومة والهيئات المرذولة وزال الحجاب البدني وفيها مادة الشعلات الجحيمية وكبريت الحرقات الباطنية والنيرانات الكامنة اليوم فشاهدتها بعين اليقين وقد أحاطت بها سرادقها وأحدقت بقلبها عقاربها وحياتها وعاينت مرارة شهوات الدنيا وتأذت بمؤذيات أخلاقها وعاداتها وردت إليها مساوئ افعالها ونتائج اعمالها كما قال الصادق ع انما هي اعمالكم ترد إليكم وقال رب شهوة ساعة أورث حزنا طويلا ويكون حال الانسان المتألم بهذا العقاب بسبب الهيئات الردية كحال الانسان المنهوم المقصر في الحمية إذا ردت اليه شده نهمته وقوه شهوته وضعف معدته أوجاعا وأمراضا مؤلمة فيكون هذا التألم من لوازم ما ساق القدر اليه من الشهوة المؤدية إلى هذا التألم لا لان الطبيب الذي امره بالاحتماء ينتقم منه.
ومنها وهو من ركيك الاعتراضات (1) على الحكماء انهم لما لم يقولوا بالحسن والقبح (2) في الافعال كما ذهب اليه المعتزلة ونفوا في افعال الواجب تعالى الغرض