وهي لوامع وجهه تعالى وتجليات نوره واما من حيث نسبتها إلى ما يصدر عنها على التدريج والتجديد من خلق جديد فهي حادثه من هذه الجهة متجددة لان العلة مع المعلول في الوجود من جهة ما هي عله له فلا محاله يتجدد بتجددها لكن كيفية هذا التجدد من جانب العلة الثابتة الذات ونحو ارتباط المتغير بالثابت الذات مما يصعب ادراكه على أكثر النظار ويسهل على من وفق له من ذوى الابصار.
تبصره مشرقية اعلم أن للوجود المطلق حاشيتين إحديهما واجب الوجود وهو الغاية في الشرف لأنه غير متناهي الشدة في الكمال وغير متناهي القوة في الفعل والأخرى الهيولى الأولى وهي الغاية في الخسة لأنها غير متناهية القصور عن الكمال وغير متناهي الامكان والقوة في الانفعال ولا يتنزل الوجود إليها ما لم يقع له المرور على جميع الأواسط المترتبة وكذا لم يرتفع الوجود في الاستكمالات إلى التقرب إلى الله تعالى ما لم يقع له المرور على جميع الحدود المتوسطة بينها وبين الله تعالى على الترتيب الصعودي.
فإذا تقررت هذه المقدمة بالبرهان كما أشرنا اليه سابقا وسيتضح لك أيضا لاحقا زيادة ايضاح إن شاء الله ظهر وتبين انه كما يمكن اثبات الموجودات المتوسطة بقاعدة امكان الأشرف يمكن اثبات كثير منها بقاعدة أخرى لنا ان نسميها قاعده امكان الأخس وقد استعملناها حسب ما أشار اليه معلم الفلاسفة في كتاب اثولوجيا في كثير من المواضع.
منها ان الأرض وغيرها من بسائط العناصر بعد ان ثبت ان لكل منها مدبرا عقليا وصوره مثالية (1) في عالم المفارقات ثبت ان لها نفسا نباتية ولها أيضا حيوه