الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٩٠
والجواب عنه ما سينكشف (1) لك في موعده إن شاء الله تعالى عند شرح أحوال النفوس بحسب اقسامها في الآخرة وسنذكر في بعض الفصول الآتية كلاما من ذلك النمط يستشعر منه عموم فضله تعالى وشمول رحمته لكافة خلقه في الآخرة والأولى
(1) والجواب الذي يجرى على لسان القلم الان انا نختار انه باق على الفطرة الأصلية قول المستشكل انه وقع الاحتجاب عنها بعوارض غير لازمه قلنا بل وقع الاحتجاب بملكات لازمه دائمة وصور جوهرية لازمه فلا يزول فصار مثل مركب القوى كاللبن والخل ونحوهما وكان كبهيمة مربوطة مع ملك بمربط واحد ثم إن المقام من الاسرار التي لا يفهمها أكثر العقول ويضرها ويهلكها وقد روى أن رسول الله ص كان يجتاز في بعض سكك المدينة ومعه أصحابه فأقسمت عليهم امرأة ان يدخلوا بيتها فدخلوا فرأوا نارا مضطرمة وأولاد المرأة يلعبون حولها فقالت يا نبي الله الله ارحم بعباده أم انا بأولادي فقال ص بل الله فإنه ارحم الراحمين فقالت ا تراني يا رسول الله أحب ان القى ولدى في النار فكيف يلقى الله عبيده فيها وهو ارحم بهم قال الراوي فبكى رسول الله ص وقال هكذا أوحى الله تعالى إلى س قده.