جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار وهو عذاب الفرقة والاحتجاب عن رؤية الآثار وجنه الافعال.
والأصغر عشق الانسان الصغير لكونه أيضا أنموذجا مما في عالم الكبير كله والعالم كله كتاب الحق الجامع وتصنيف الله الذي ابرز فيه كمالاته الذاتية ومعانيه الإلهية وكتاب الانسان مجموعه مختصره فيه آيات الكتاب المبين فمن تأمل فيه وتدبر في آياته ومعانيه بنظر الاعتبار يسهل عليه مطالعه الكتاب الكبير وآياته ومعانيه واسراره وإذا اتفق واحكم معاني الكتاب الكبير يسهل معها العروج إلى مطالعه جمال الله وجلال أحديته فيرى الكل منطويا في كبريائه مضمحلا تحت أشعة نوره وضيائه الفصل في اختلاف الناس في المحبوبات اعلم أنه لا يوجد لنوع من أنواع الموجودات مثل الاختلاف الذي يوجد في افراد البشر وذلك لان المادة الانسانية (1) خلقت على وجه يكون فيها استعداد الانتقال إلى اي صوره من الصور والاتصاف باي صفه من الصفات وفيها قوه الارتقاء من حد البهيمية إلى أعلى درجات الملائكة المقربين فمنهم من هو في رتبه البهائم ونفسه النفس الشهوية ومنهم من هو في رتبه السباع ونفسه النفس الغضبية ومنهم من كان في منزل الشياطين ومنهم من كان من نوع الملائكة ولكل من هذه الأجناس الأربعة أنواع كثيره غير محصوره.
وقد علمت أن محبوب كل أحد ما يماثله ويشابهه وان الله تعالى قد ركز (2) في طباع