كالصدقة والدرة المودعة فيها آدم وأولاده ثم علم الله أصناف حاجاتهم فقال يا آدم لا أحوجك إلى شئ غير هذه الأرض التي هي لك كالأم قال انا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا الآية وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم يا عبدي ان أعز الأشياء عندك الذهب والفضة ولو انى خلقت الأرض منهما هل كان يحصل منها هذه المنافع ثم انى جعلت هذه الأشياء لأجلك في الدنيا مع أنها سجن لك فكيف الحال في الجنة الفصل في بدائع صنع الله في الاجرام الفلكية والأنوار الكوكبية فإذا علمت أنموذجا من منافع الأرض فارفع الان رأسك إلى السماء وانظر وتفكر في كيفية خلق السماوات وفي كواكبها وفي دورانها على نسق وانتظام وفي طلوعها وغروبها واختلاف مشارقها ومغاربها ودؤوب شمسها وقمرها ومشتريها وزحلها في حركة على الدوام وسعيها في عشق الله وطلب لقائه من غير فتور ولا تقصير ولا تغيير في المسير بل يجرى جميعها في منازل مقدره بحساب مضبوط وكتاب مرقوم واجل (1) معلوم كما قال والقمر قدرناه منازل لا يزيد على ذلك ولا ينقص إلى أن يطويها الله (2) طي السجل للكتب.
فتدبر أيها العارف عدد كواكبها وكثره دراريها واختلاف ألوانها ثم انظر كيفية اشكالها مع أن ألوانها ليست من جنس هذه الألوان المستحيلة الفاسدة واشكالها ارفع نمطا