نظره وفتور ادراكه عن الإحاطة بالتمام دفعه واحده قال تعالى وذكرهم بأيام الله ان في ذلك لايات لكل صبار شكور فإذا قويت بصيرته وتكحلت عينه بنور الهداية و التوفيق كما يكون عند قيام الساعة فيتجاوز نظره عن مضيق عالم الخلق والظلمات إلى فسحه عالم الامر والنور فيطالع دفعه جميع ما في هذا الكتاب (1) الجامع للآيات من صور الأكوان والأعيان كمن يطوى عنده السجل الجامع للسطور والكلمات واليه الإشارة بقوله تعالى يوم نطوى السماء كطي السجل للكتب وقوله تعالى والسماوات مطويات بيمينه وانما قال بيمينه لان أصحاب الشمال وأهل دار النكال ليس لهم نصيب في طي السماء بالقياس إليهم وفي حقهم غير مطوية ابدا لتقيد نفوسهم بالأمكنة والغواشي كما قال تعالى لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش الفصل في مبدء الكلام والكتاب وغايتهما اعلم أن للكلام والكتاب لكونهما من الممكنات بداية ونهاية ولما كان الانسان
(١٤)