واما مضاد واصل مبطل للكمال ممحق مثال الأول وقوع سحب كثيره متراكمه أو اظلال جبال شاهقة تمنع تأثير الشمس في الثمار لتبلغ إلى النضج وتنال الكمال ومثال الثاني حصول البرد الشديد للنبات المصيب لكماله في وقته حتى يفسد استعداده الخاص وما يتبعه من الصورة الكمالية الفصل في اقسام الاحتمالات التي للموجود من جهة الخير والشر قد جرت عاده الحكماء بان يقسموا (1) الموجودات الممكنة بالقسمة العقلية في بادي الاحتمال (2) إلى خمسه اقسام ما هو خير كله لا شر فيه أصلا وما فيه خير كثير مع شر قليل وما فيه شر كثير مع خير قليل وما يتساوى فيه الخير والشر وما هو شر مطلق لا خير فيه أصلا والاقسام الثلاثة الأخيرة غير موجوده في العالم أصلا انما الموجود من الخمسة المذكورة هو قسمان فالقسم الأول الذي كله خير مطلق لا شر فيه أصلا هي أمور وقعت تامه الوجود لا يفوتها شئ مما ينبغي ان يكون لها بالامكان العام الا وقد حصل لها في فطرتها الأصلية الأولية ولا يخالطها ما لا ينبغي لها لا في أول الوجود ولا بعده لأنها بالفعل من جميع الوجوه وهي كالعقول المقدسة وكلمات الله التامات التي لا تبيد ولا تنقص ويتلوها من حزبها النفوس السماوية فإنها وإن كان فيها ما بالقوة الا انها مستكفية بذاتها ومقوم ذاتها في خروجها من القوة إلى الفعل غير ممنوعة عن البلوغ من حد النقص إلى الكمال الممكن
(٦٨)