الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٧٢
متراصة دون خلل ويمكن ذلك في المربعات والمسدسات وما ينحل هي اليه كالمثلث المتساوي الأضلاع كذلك لا يمكن للفاعل ان يجعل أصول الكائنات غير متضادة الفصل في كيفية دخول الشرور (1) في القضاء الإلهي قد علمت أنه ليس للمهيات الممكنة في امكانها وافتقار وجودها إلى موجد عله ولا لكون وجودها ناقصا عن التمام الواجبي ولا لكون مادة الكائنات متضادة الصور سبب ولا لكون المتضادين متفاسدين سبب ولا لكون النار محرقة والبحر مغرقا سبب ولا لكون المستغرق في شهوات الدنيا ولذاتها محترقا بنار الجحيم محجوبا عن الجنة والنعيم سبب فهذه هي اللوازم الضرورية التي ليست بجعل جاعل انما المجعول ملزوماتها التي هي من جمله الخيرات فكثير من الغايات الكمالية لبعض الأشياء مضرة أو مفسدة لبعض الأشياء كما أن غاية القوة الغضبية مضرة بالقوة الناطقة.
وقد عرفت فيما تقدم في العلم الكلى من مباحث العلة الغائية الضرورات التي تلزم الغايات الذاتية فهذه الشرور من لوازم الغايات الخيرية كالامكانات اللازمة للهويات والنقصانات الضرورية للوجودات والنقصانات الوجودية عن رتبه الوجود الأول متفاوتة

(1) اي بكلا معنييه المصطلح وغيره كما يفصل ثم إن دخولهما في القضاء بالعرض اما دخول الشرور بمعنى النقصانات والامكانات اللازمة للماهيات في القضاء بالعرض فلكون الماهيات ولوازمها مجعولات بالعرض والمجعول بالذات هو الوجود الذي هو الذي خير واما دخول الشرور التي هي الوجودات المضادة التي هي خيرات بالذات وشرور بالعرض في القضاء بالعرض فلكونها جعلت من الجاعل الحق للخيرات الذاتية لا لان تكون معدمة لذات أو لكمال ذات فالنار جعلت لتكون من أركان وجود المركبات ولينضج أغذية الانسان مثلا بل خلقت له لا لان يحرق ثياب مظلوم فهو يقع بالعرض والغضب جعل فيك لتدفع ما يزاحمك من أسير إلى الله تعالى ولتذب عن مدينه فاضله لا لان تفترس ما يزاحمك عن مشتهيات النفس الامارة والوهم جعل فيك ليحرسك ويرقبك عن الوقوع في مواقع التهلكة قبل بلوغك إلى الكمال لا لان تخاف من الميت أو من فقد رزقك في غدك قبل مجيئه وهكذا س قده.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست