الباطن ولا قدم له في اسرار الوحي والكتاب كبعض اتباع المشائين معاذ الله عن هذه العقيدة الناشية عن الجهل بكيفية الانزال والتنزيل وتحقيق هذا المقام على بسطه اللائق وتفسيره الموافق مما سيجئ موعد ذكره في باب النبوات ولكن نزيدك لمعه أخرى إنارة قلبيه وإشارة نورية عليك ان تعلم يا حبيبي ان للملائكة ذوات حقيقية ولها ذوات إضافية مضافه إلى ما دونها اضافه النفس إلى البدن لا هذا البدن المركب المستحيل المتجدد الذي لا يبقى زمانين كما علمت في مباحث الطبيعة بل كل بدن يضاف اليه شئ من الذوات الملكية فإنما هو كالبدن المحشور في النشأة الآخرة اما ذواتها الحقيقية فإنما هي امرية قضائية قوليه واما ذواتها الإضافية فإنما هي خلقية قدرية تنشأ منها الملائكة اللوحية (1) و أعظمهم إسرافيل صاحب الصور الشاخص وسيأتي الإشارة إلى حقيقة صوره في مباحث المعاد وحشر الأجساد فهذه الملائكة اللوحية يأخذون الكلام الإلهي والعلوم اللدنية من الملائكة القلمية ويثبتونها في صحائف ألواحهم القدرية الكتابية وانما كان يلاقى النبي ص في معراجه الصف الأول من الملائكة ويشاهد روح القدس في اليقظة فإذا اتصلت الروح النبوية بعالمهم عالم الوحي الرباني كان يسمع كلام الله وهو اعلام الحقائق بالمكالمة الحقيقية وهي الإفاضة والاستفاضة في مقام قاب قوسين أو أدنى وهو مقام
(٢٦)