قاب قوسين أو أدنى كما اخبر خير الأنبياء وأفضل البشر ص عن حاله لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل وللإشارة إلى هذا المقام قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم وقوله تعالى لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب الا الله وقوله ا فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه وفي الحديث ان من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه الا العلماء بالله وللإشارة إلى مقام القلب المعنوي والحس الباطني وقع قوله ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد و قوله حكاية عن الكفار الجاحدين لو كنا نعقل أو نسمع ما كنا في أصحاب السعير وللإشارة إلى مقام الحس الظاهر من منازل القرآن قوله فاجره حتى يسمع كلام الله وللإشارة إلى تفاوت مقامات العلماء في درجات علمهم قال نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم وقوله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض وقوله في حق الملائكة وما منا الا له مقام معلوم تذكره تمثيلية وبالجملة ان للقرآن درجات ومنازل كما للانسان وأدنى مراتب القرآن وهو ما في الجلد والغلاف كأدنى مراتب الانسان وهو ما في الإهاب والبشرة وللقرآن في كل مرتبه ومقام حمله يحفظونه ويكتبونه ولا يمسونه الا بشرط طهارتهم عن حدثهم أو عن حدوثهم ونزاهتهم وانسلاخهم عن مكانهم أو عن امكانهم (1) والقشر من الانسان لا يدرك الا القشور من القرآن والانسان القشري من الظاهرية لا يدرك الا المفهومات القشرية والنكات البيانية والاحكام العملية والسياسات الشرعية
(٣٩)