التسكين في حيز يخصها إذا كانت فيها والتحريك على أسهل الوجوه واقصر الطرق اليه ان كانت خارجه عنه والنفس تكمل طبيعة البدن بإفاضة القوى والآلات عليها وإفادة الاشكال والأعضاء لها على حسب حاجتها إلى كل واحده منها وتبقية شخصها أقصى ما يمكن وتبليغها إلى غاية نشوها بالتغذية والتنمية وتبقية نوعها بالتوليد للمثل وحفظ الصحة على مزاج بدنها على وجه يترتب عليها هذه الأفاعيل بحرارة غريزية شانها النضج للمادة والطبخ والهضم ودفع الفضول الردية وامساك الأخلاط الدموية المحمودة التي يقع بها الاغتذاء والاخلاط التي بها صلاح البدن من البلغم والصفراء و السوداء وغير ذلك من صور الأعضاء واشكالها واقدارها ومواضعها اللائقة وترتيبها على أحسن الترتيب وغير ذلك مما يطول شرحه ويدل عليه علم الهيئة والتشريح كل ذلك بإذن الله وإلهامه إياها كما قال ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقويها وكذلك العقل يكمل النفس ويقومها ويهذبها ويطهرها عن الأدناس المادية والأرجاس البدنية بإفادتها العلم والحكمة وتنويرها بنور المعرفة والهداية واخراجها من القوة إلى الفعل ومن الظلمات إلى النور وتجريدها من الأغشية البدنية وبعثها من القبور الداثرة والمضاجع البالية المندرسة إلى عالم القيامة والمثول بين يدي الله وشأن الحق الأول مع العقل والنفس والطبيعة وسائر الأشياء في التقويم والايجاد والهداية والارشاد والعناية واللطف والرحمة والجود والكرم فوق ذلك كله ولنأخذ في شرح هذا المطلب على وجه ابسط الفصل في نبذ من آثار حكمته تعالى وعنايته في خلق السماوات والأرض واعلم أن أفاضل البشر قاصرون عن ادراك حقائق الأمور السماوية والأرضية على وجهها وعن الإحاطة بدقائق الصنعة وعجائب الفطرة (1) وآثار العناية والحكمة التي
(١١٨)