في غاية القلة والحقارة فلأهل الرحمة والسلامة غلبه وافره في كلتا النشأتين.
قال الشيخ الرئيس في الإشارات لا يقعن عندك ان السعادة في الآخرة نوع واحد ولا يقعن عندك بل انما يهلك الهلاك السرمد ضرب من الجهل والرذيلة وانما يعرض للعذاب ضرب من الرذيلة وحد منه وذلك في أقل اشخاص الناس ولا تضع إلى من يجعل النجاة وقفا على عدد ومصروفه عن أهل الجهل والخطايا صرفا إلى الأبد واستوسع رحمه الله انتهى كلامه أقول هذا الكلام والذي قبله وإن كان منافيا لظواهر بعض النصوص والروايات (1) الا ان الامعان في الأصول الايمانية والقواعد العقلية يعطى الجزم بان أكثر الناس في الآخرة وجب ان يكون من أهل السلامة والنجاة ولأهل المعرفة والكشف نمط آخر من التحقيق في هذا المقام سيجئ ذكره من ذي قبل انشاء الله.
على أن البرهان اللمى قائم على أن خلق كل نوع طبيعي من إفاضة الله وترتيبه النظام يجب ان يكون على نهج يبلغ جميع آحاد ذلك النوع أو أكثرها إلى كمالها الخاص بها من غير مانع ولا مزاحم الا على سبيل الندرة الاتفاقية من غير دوام لكن يجب ان يعلم أن الذي كلامنا فيه (2) هو الكمال الأول والثاني لا الذي بعدهما