الفصل في بيان كميه أنواع الخيرات والشرور الإضافية اعلم أن الخير والشر يقالان على أربعة أوجه فمنها ما ينسب إلى السماويات من سعود الكواكب ونحوسها (1).
ومنها ما ينسب إلى الأمور الطبيعية من الكون والفساد وما يلحق الأمزجة الحيوانية من الآلام والأوجاع ومنها ما ينسب إلى ما في طباع الاحياء العنصرية من التالف والتنافر والتودد والتباغض والمحبة والخصومة على ما في جبلتها من التنازع والتغالب ومنها ما ينسب إلى النفوس التي تحت الأوامر والنواهي في احكام الناموس الإلهي و ما يلحقها من السعادة والشقاوة الاجلتين والعاجلتين جميعا.
فنقول الخيرات التي تنسب إلى سعود الفلك فهي بعناية من الحق الأول وإرادة منه بلا شك واما الشرور التي تنسب إلى نحس الفلك فهي عارضه لا بالقصد الأول مثال ذلك اشراق الشمس وطلوعها على بعض البقاع تارة وتسخينها لها مده وتغيبها عنها تارة أخرى كيما يبرد تلك البقاع مده ما لنشو الحيوان والنبات وهي بعناية الحق الأول وواجب حكمته لما فيه من الصلاح الكلى والنفع العام كما ذكره الله تعالى قل ا رأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا (2) الآية.