الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٧
بقدر والانزال هو الامر التشريعي التدويني شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا تمثيل ان الانسان الكامل لكونه خليفة الله مخلوقا على صوره الرحمن وهو على بينه من ربه توجد فيه هذه الأقسام الثلاثة من ضروب الكلام والمكالمة وذلك لكمال نشأته الجامعة لما في عالم الخلق والامر ففيه الابداع والانشاء وفيه التكوين والتخليق وفيه التحريك للاله والتصريف بالإرادة فأعلى ضروب مكالمته واستماعه هو مكالمته مع الله بتلقي المعارف منه (1) واستفادة العلوم من لدن حكيم عليم واستماعه بسمعه القلبي المعنوي الكلام العقلي والحديث القدسي من الله (2) وهو إفاضة العلوم الحقه والمعارف الإلهية وكذلك أيضا يصير متكلما بعد إن كان مستمعا بالكلام الحقيقي إذا خرج جوهر ذاته من حد العقل بالقوة إلى حد العقل بالفعل وهو العقل البسيط الذي شانه إفاضة العلوم التفصيلية على النفس متى شاء من خزانه ذاته البسيطة فهو بما صار عقلا بسيطا قدر صار ناطقا بالعلوم الحقه متكلما بالمعارف الحقيقية فليس لكلامه هذا مقصود ثان الا تصوير الحقائق الغيبية المجملة بصور العلوم التفصيلية النفسانية واظهار الضمائر المكنونة على صحيفة النفس ولوح الخيال.
وأوسطها كامره ونهيه للقوى والأعضاء والأدوات بواسطة تحريك القوى النفسانية للقوى الطبيعية كتحريك الملائكة السماوية للملائكة الأرضية فيجرى حكم النفس وينفذ امرها المطاع بإذن الله تعالى على القوى والآلات والخوادم في عالم البدن وقد

(١) ان قلت الكلام في أعلى ضروب كلام الانسان وهذا استماع منه واستفادة لا تكلم منه قلت أولا تكلمه مع الله مسألته بلسان الاستعداد من الله تعالى العلوم و المعارف والمكالمة من الطرفين وثانيا ان هذه الكلمات وان كانت مضافه إلى الله أولا وبالذات أو إلى الملك لكنها مضافه إلى النفس أيضا اضافه الشئ إلى المظهر إذ تنزل من باطن ذات النفس إلى ظاهره الذي هو عقله س قده (2) هذا في الأنبياء ع واما في غيرهم فقد قال ص ان في أمتي مكلمين محدثين س قده
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست