من يطع الرسول فقد أطاع الله وقال الرسول ص من رآني فقد رأى الحق فصحح يا مسكين نسبتك اليه لأنه الأصل في الوجود والمؤمنون بالله واليوم الآخر تابعون له في المقام المحمود والمؤمن من صحت له نسبه التابعية كمرآة وقعت في محاذاة مرآة حاذت الشمس فيتحد معه في النور ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور فافهم هذا.
واعلم أن من صفى وجه قلبه عن نقوش الاغيار ونفض عن ذاته غبار التعلقات وصقل مرآة عين عقله عن غشاوة الوساوس والعادات وماتت نفسه عن نفسه واستغرق سره في بحر جلال الله وعظمته وحشر إلى مولاه باقيا ببقائه من كان لله كان الله له فإذا رجع إلى الصحو بعد المحو وخرج إلى التفصيل بعد الاجمال والتكميل والى الفصل بعد الوصل والتحصيل لتمكنه في حضره الأحدية واستقراره في الحد المشترك الجامع بين الحق والخلق بل بين الامرية والخلقية نفذ حكمه وأمره واستجيب دعوته وتكرم بكرامة التكوين وتكلم بكلام رب العالمين ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم الفصل في كيفية نزول الكلام وهبوط الوحي من عند الله بواسطة الملك على قلب النبي وفؤاده ثم إلى خلق الله وعباده لبروزه من الغيب إلى الشهادة اعلم أن هذا القرآن الذي بين أظهرنا كلام الله وكتابه جميعا دون سائر الكتب