الجسم عن النور من غير انضياف صفه أخرى ولا اضافه قوة امكانية لم يكن حاله الا هذه الظلمة ومتى كان كذلك لم يكن أمرا وجوديا بل سلبيا محضا (1).
واعلم أن الألوان غير موجودة بالفعل في حال كونها مظلمة عند الشيخ واتباعه والدليل عليه انا لا نراها في الظلمة فهو اما لعدمها أو لوجود عائق عن الابصار والثاني باطل فان الظلمة عدمية والهواء نفسه غير مانع من الرؤية كما إذا كنت في غار مظلم وفيه هواء كله على تلك الصفة فإذا صار المرئي مستنيرا رايته ولا يمنعك الهواء الواقف بينه وبينك وربما يقال هذا الترديد غير حاصر لاحتمال شق آخر وهو عدم شرط الرؤية.
ويدفع بان اللون إذا كان في نفسه من الكيفيات المبصرة فعند وجود الحس الصحيح يجب ان يكون مدركا والا لم يكن في نفسه مرئيا.
ولقائل ان يقول لا شك ان اللون له مهية في نفسه وله انه يصح ان يكون مرئيا فلعل الموقوف على وجود الضوء هو هذا الحكم.
وبالجملة للجسم مراتب ثلاث استعداد ان يكون له لون معين ووجود ذلك اللون وكونه بحيث يصح ان يرى فلم لا يجوز ان يكون المتوقف على وجود الضوء هذا الحكم الثالث لا أصل وجود اللون.
أقول والأولى ان يجعل هذه المسألة متفرعة على مسألة كون اللون عين الضوء أو غيره فإن كان من مراتب الضوء لم يكن موجودا حاله الظلمة وإن كان غيره أمكن ان يكون موجودا في تلك الحالة ولا نراها لفقدان شرط الابصار.
تذنيب ربما يظن أن الظلمة من شرائط رؤية بعض الأجسام كالأشياء التي تلمع بالليل و