الوسط بالطبع وليس المراد من الوسط نفس المركز بل موضع ينطبق مركز الثقيل أو مركز ثقله على مركز العالم عند كونه في ذلك الموضع ومركز الثقل عبارة عن نقطه يتعادل ما على جوانبها ثقلا بمعنى ان ثقل كل جانب يساوى ثقل مقابله.
أقول قوله بالطبع ليس مكررا كما زعمه بعض ولا صفه للمركز احترازا عن مراكز الكرات الخارجة المراكز لان الثقيل لا يتحرك إليها بل إلى ما هو المركز بالطبع وهو مركز الجسم الأول الفاعل للجهات كما زعمه الرازي بل صفه للحركة احترازا عن حركه القسرية على ما هو التحقيق من أن فاعلها هي الطبيعة التي في المقسور ليخرج عن الثقيل الخفيف المتحرك إلى الوسط بالقسر وعن الخفيف الثقيل المرمى إلى الفوق ثم إن قوله قوة يدل على أن الميل غير الطبيعة سواء كان نفس المدافعة أو ما به المدافعة.
ورابعها اقسام الميل طبيعي وقسري ونفساني والطبيعي لا يكون الا إلى جهة من الجهات والجهة الحقيقية اثنتان فالميل الطبيعي اثنان الثقل وهو الميل السافل والخفة وهو الميل الصاعد والقسري على خلاف الطبيعي واما النفساني فقد يكون مستديرا وقد يكون مستقيما وقد يختلف باختلاف الإرادات.
وخامسها ان الميل الطبيعي لا يوجد في الأجسام عندما يكون في أحيازها الطبيعية.
قال الإمام الرازي هذا مما نص عليه الشيخ في كتاب السماء والعالم من الشفاء من غير حجه اقناعية فضلا عن البرهانية.
أقول هذا في الوضوح بمنزله لا يحتاج إلى البرهان بعد تصور الميل ومبدئه ولازمه عند عدم المانع.
وسادسها ان الميل قد يراد به نفس المدافعة وقد يراد به السبب القريب لها وهو المنبعث من الطبيعة عند حاجتها إليه حين خروجها عن الموضع الطبيعي أو النفس عند الإرادة باستخدام الطبيعة وكما أن من الممتنع وجود حركتين مختلفتي الجهة من الجسم بالذات لان حركه الواحدة تقتضي قربا إلى موضع ما ويلزمه البعد عن خلاف