وقلت: ما أعجب من الناس ولكن أعجب منكم يا أصحاب محمد تزعمون أن الله يخرج ناسا من النار والله يقول: {يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها} (1) فانتهرني أصحابه وكان أحلمهم، فقال: دعوا الرجل إنما ذلك للكفار، فقرأ: {إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة} حتى بلغ {ولهم عذاب مقيم} (2) أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى قد جمعته، قال: أليس الله يقول: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} (3) فهو ذلك المقام فإن الله تعالى يحتبس أقواما بخطاياهم في النار ما شاء لا يكلمهم فإذا أراد أن يخرجهم أخرجهم قال: فلم أعد بعد ذلك إلى أن أكذب به... (4).
* * * هذه خمسون حديثا رواها أهل السنة عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ولو أضفنا إليها الصور المختلفة لكل حديث لتجاوز عدد الأحاديث المائة حديث، ولكن اكتفينا بهذا المقدار وأشرنا إلى المواضع التي نقلت فيها صورها المختلفة والناظر فيها يذعن بأن الاعتقاد بالشفاعة كان أمرا مسلما بين جماهير المسلمين كما يذعن بأنها لم تكن عندهم مطلقة عن كل قيد، بل لها شرائط خصوصا في جانب المشفوع له، وأن هناك شفعاء وسنشير في خاتمة المطاف إلى فذلكة الروايات وعصارتها في المواضع المختلفة.
هلم معي نقرأ ما روته الإمامية في هذا الباب من الأحاديث الكثيرة عن النبي