اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين 47 واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون} (1).
إن وحدة السياق تقضي بأن الهدف من نفي قبول الشفاعة هو الشفاعة الخاطئة التي كانت تعتقدها اليهود في تلك الفترة من دون أن يشترطوا في الشفيع والمشفوع له شرطا أو أمرا. ولا صلة لها بالشفاعة المحدودة المأذونة.
3 - الصنف الثالث: ما ينفي شمول الشفاعة للكفار وهو الآيات التي يستشف منها نفي وجود الشفيع يوم القيامة للكفار الذين انقطعت علاقتهم عن الله لأجل الكفر به وبرسله وكتبه، كما انقطعت علاقتهم الروحية عن الشفعاء الصالحين لأجل انهماكهم في الفسق والأعمال السيئة، فإنه ما لم يكن بين الشفيع والمشفوع له، ارتباط روحي لا يقدر أو لا يقوم الشفيع على إنقاذه وتطهيره وتزكيته. يقول تعالى: {يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون} (2) ويقول تعالى أيضا: {إذ نسويكم برب العالمين * وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم} ويقول أيضا: {وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين} (3).