وعلى الفقيه أن يسعى في استنباط الأحكام لنفسه ولمن لم تتهيأ له وسائل الاستنباط من سائر الاستنباط من سائر المسلمين، حتى يتمكنوا من التوفيق بين أو أمر الله تعالى وبين أعمالهم من العبادات والمعاملات وبقية شؤونهم العامة والخاصة ولولا هذا الطريق لما عرف الناس أحكام ربهم ولحاروا في متاهات الجهل وسبل الضلال.
من هنا نحس بشدة ضرورة فتح باب الاجتهاد والبحث الجاد عن كل مسألة مسألة من الفقه، لئلا يصيبه الجمود في شكله ومحتواه وليتبلور حتى يصبح معطاءا مجيبا على كل حادثة تحدث ومسألة تتجدد، ويسر مع عجلة الزمن ويملأ الفراغ الذي يواجهه الإنسان الذي يعطى كل يوم شكلا جديدا لحياته الفكرية والاجتماعية.
إن تعطيل التجديد والاجتهاد في الفقه الإسلامي يعني ايقاف المسلم عن سيره التقدمي والحد من نشاطاته الأصيلة ودفعه إلى التسول من الخارجين على دينه والمناهضين لمعتقداته.. وأخيرا سلب الاعتماد على شخصيته وذوبانه فيما يستورد له من وراء حدود وطنه الإسلامي الأكبر.
ومعنى عدم تعطيل ذلك، اشتغال جماعة من ذوي الاختصاص في مسائله وبذل جهودهم في النظر والبحث والاستنباط، حتى تستوفى جوانب المباحث ويستخرج الحكم نقيا خالصا من شوائب التسرع أو عدم استفراغ الوسع.
ويزيد قيمة الاستنباط إذ كان الفقيه من ذوي الأقدام الراسخة في التدريس والتنقيب والفحص، يعطي مجال النقاش للتلامذة حتى