وليعلم أن المراد من المشاهدات إما المشاهدات الظاهرة أعني الحسيات، أو الباطنة، كالوجدانيات.
كما أن المراد من الفطريات هو ما يكفي ملاحظة نفس القضية في الجزم بها، كقولنا الأربعة زوج.
وإنما فسرنا هذين الاصطلاحين لأجل أن المشاهدات في مصطلح العرف مختصة بالحسيات، وأما في المصطلح المنطقي فهي أعم من الظاهر والباطن، كما أن الفطريات في المصطلح المنطقي هي غيرها في المصطلح القرآني فإنها في المصطلح الثاني هي الوجدانيات التي عدت قسما من المشاهدات، هذا كله حول القياس البرهاني.
وأما القياس الجدلي فيتألف من المسلمات والمشهورات، والمراد من المسلمات هي القضايا التي قبلها الخصم المجادل وإن لم تكن صحيحة في نظر الآخر.
والمراد من القضايا المشهورة هي القضايا المقبولة عند الناس، وهي على أقسام:
1. واجب القبول إذا كان يقينيا من الأوليات كقولنا: الكل أكثر من الجزء.
2. الآراء المحمودة، والمراد ما يستحسنه أو يستقبحه طوائف الناس، كقولنا: العدل حسن، والظلم قبيح.
3. الانفعاليات.
4. الخلقيات.
5. العاديات.
6. الاستقرائيات.