وجاهد بين يديك ونصرك على من بغى عليك وفداك بروحه وجسده وماله، وولده، وروحه لروحك فداء، وأهله لأهلك وقاء.. ".
وحكت هذه الكلمات مدى تألم الإمام على فجائع جده الإمام الحسين عليه السلام فقد ود أن يكون معه في ساحة (الطفوف) ليفديه بنفسه ويقيه بمهجته ويدفع عنه ما حل به من عظيم الرزايا ولنستمع إلى فصل آخر من فصول هذه الزيارة يقول عليه السلام:
" فلئن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور ولم أكن لمن حاربك محاربا ولمن نصب لك العداوة مناصبا فلأندبنك صباحا مساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما حسرة عليك وتلهفا حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب... " أرأيتم تفجع الإمام المنتظر ولوعته وحزنه العميق على جده المظلوم الغريب الذي انتهكت في قتله حرمة الرسول (ص) فالإمام المنتظر يندبه صباحا ومساء ويبكيه بدل الدموع دما ويبقى على هذه الحال في حزن مستمر حتى يموت بلوعة مصابه... ومن بنود هذه الزيارة قوله:
" أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر والعدوان وأطعت الله وما عصيته وتمسكت به وبحبله فارتضيته وخشيته وراقبته واستحييته وسننت السنن وأطفأت الفتن ودعوت إلى الرشاد وأوضحت سبل السداد وجاهدت في الله حق الجهاد وكنت لله طائعا ولجدك محمد (ص) تابعا ولقول أبيك سامعا وإلى وصية أخيك مسارعا ولعماد الدين رافعا وللطغيان قامعا وللطغاة مقارعا وللأمة ناصحا وفي غمرات الموت سابحا وللفساق مكافحا وبحجج الله قائما وللإسلام والمسلمين راحما وللحق ناصرا وعند البلاء صابرا وللدين كالئا وعن حوزته مراميا... ".
وحكت هذه الكلمات المثل العليا الماثلة في سبط الرسول (ص) وريحانته فما من فضيلة خلقها الله في الدنيا إلا وهي من عناصره وذاتياته..
ويستمر الإمام عليه السلام في زيارته فيقول: