قائلا (1) فلما تناوله تسمم بدنه الشريف، فلازم الفراش وأخذ يعاني آلاما قاسية ومريرة، ولازم الفراش، وهو صابر محتسب، قد ألجأ ما يعانيه إلى الله تعالى.
اضطراب السلطة:
وفزعت السلطة العباسية العاتية كأشد ما يكون الفزع من تردي الحالة الصحية للإمام أبي محمد عليه السلام فأوعز المعتمد العباسي إلى خمسة من ثقاته ورجال دولته، منهم (نحرير) بملازمة دار الإمام والتعرف على جميع شؤونه وأحواله وإخباره بكل بادرة تحدث كما أوعز إلى لجنة من الأطباء بإجراء الفحوص عليه صباحا ومساء ولما كان بعد يومين من تناوله السم ضعف حاله فقد فتك به السم فتكا ذريعا وعهد المعتمد إلى الأطباء بملازمة الإمام وعدم مفارقته (2) كما عهد إلى قاضي القضاة ويسمى في هذا العصر (بوزير العدلية) أن يختار من أصحابه عشرة أشخاص ممن يوثق بهم فاختار من خيرة رجاله عشرة وأمرهم بملازمة دار الإمام عليه السلام.
إلى جنة المأوى:
وثقلت حال الإمام الزكي أبي محمد وأخذ يدنو إليه الموت سريعا وقد يئس الأطباء منه فاتجه صوب القبلة ولسانه يلهج بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه ويدعو الله ضارعا منيبا أن يقربه إليه زلفى حتى ارتفعت روحه الطاهرة إلى الله تعالى كأسمى وأزكى روح صعدت إلى الله تعالى تحفها ملائكة الرحمن وتستقبلها أرواح الأنبياء والأوصياء.
لقد كان موت الإمام العظيم عليه السلام في ذلك العصر من أعظم النكبات والخطوب التي مني بها العالم الإسلامي لقد فقد المسلمون المصلح الأكبر الذي كان يسهر على مصالحهم وإعلان حقوقهم وقد عانى في سبيلهم أمر