2 - امتداد عمره:
وكثر التساؤل عن امتداد عمر الإمام عليه السلام، وكيف عاش هذه المدة الطويلة التي تزيد على ألف ومائة وخمسين عاما، ولا يخضع لأعراض الشيخوخة والهرم الذي هو ظاهرة طبيعية للإنسان، فإن أنسجة جسمه وخلاياه تتصلب بالتدريج، وكلما امتد عمر الإنسان فإنها لا بد أن تتعطل وذلك لصراعها مع الميكروبات أو التسمم الذي يتسرب إلى جسم الإنسان من خلال ما يتناوله من غذاء مكثف أو غيره الأمر الذي يؤدي إلى مفارقة الحياة، للجواب عن هذا السؤال، نقول:
أولا: إن إطالة عمر الإنسان أمر ممكن عقلا، وليس مستحيلا ككون الشئ في آن واحد فردا وزوجا، فلنفرضه كصعود الإنسان إلى القمر أو إلى أي كوكب آخر فإنه ممكن عقلا وقد تحقق ذلك بعد أن تهيأت الأسباب الطبيعية له، فإطالة عمر الإمام المهدي عليه السلام أمر ممكن علميا وخارجيا، وذلك بمشيئة الله تعالى بعزله للأنسجة التي يتكون منها جسم الإنسان عن المؤثرات الخارجية التي تسبب هرم الجسم وفناءه، وقد تحقق ذلك في العالم الخارجي، فإن نبي الله تعالى نوح عليه السلام قد مكث في قومه ألف عام إلا خمسين سنة حسب ما نص عليه القرآن الكريم، فلماذا نقبل ونؤمن بإطالة عمر نوح ولا نؤمن بإطالة عمر الإمام المنتظر عليه السلام وكل منهما موكل بالإصلاح الاجتماعي بين الناس؟.
ثانيا: إنا لو سلمنا مجاراة أن إطالة عمر الإنسان مئات السنين وآلاف السنين أمر غير ممكن عقلا لأن فيه تعطيلا للقوانين الطبيعية التي تقضي بهرم الإنسان وفنائه إلا أن ذلك أمر ممكن بالنسية إليه تعالى وحده فقد جعل النار التي هي علة تامة للإحراق بردا وسلاما على خليله ونبيه إبراهيم، قال تعالى: * (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) * (1) وكذلك فلق تعالى البحر لنبيه موسى عليه