المجدلين في الفلوات السلام على النازحين عن الأوطان السلام على المدفونين بلا أكفان السلام على الرؤوس المفرقة عن الأبدان السلام على المحتسب الصابر السلام على المظلوم بلا ناصر السلام على ساكن التربة الزاكية السلام على صاحب القبة السامية.. ".
وسلم الإمام المنتظر عليه السلام على الأبدان الشريفة التي تركها الجيش الأموي الحقير ملقاة بالعراء ولم يعمدوا إلى مواراتها حتى أتاح الله لها قوما لم يتلوثوا بجريمة حرب ابن رسول الله (ص) فدفنوها بثيابها التي مزقتها سيوف الأمويين ورماحهم.
ومن فصول هذه الزيارة قوله عليه السلام:
السلام على من طهره الجليل السلام على من افتخر به جبرائيل السلام على من ناغاه في المهد ميكائيل، السلام على من نكثت ذمته، السلام على من هتكت حرمته السلام على من أريق بالظلم دمه السلام على المغسل بدم الجراح السلام على المجرع بكاسات الرماح السلام على المضام المستباح السلام على المنحور في الورى السلام على من دفنه أهل القرى.
السلام على المقطوع الوتين السلام على المحامي - أي عن دين الله - بلا معين السلام على الشيب الخضيب السلام على الخد التريب السلام على البدن السليب السلام على الثغر المقروع بالقضيب السلام على الرأس المرفوع السلام على الأجسام العارية في الفلوات تنهشها الذئاب العاديات وتختلف إليها السباع الضاريات... " ويستمر الإمام المنتظر في سلامه على جده الإمام الحسين عليه السلام ذاكرا مآثره وفضائله وما جرى عليه من الكوارث والخطوب التي تنوء من حملها الجبال إلى أن يقول:
" السلام عليك سلام العارف بحرمتك المخلص في ولايتك المتقرب إلى الله بمحبتك البرئ من أعدائك سلام من قلبه بمصابك مقروح ودمعه عند ذكرك مسفوح سلام المفجوع الحزين الواله المستكين سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حد السيوف وبذل حشاشته دونك للحتوف،