الدنيا فقد طلق سيد العترة وباب مدينة علم النبي (ص) الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الدنيا ثلاث مرات لا رجعة له فيها وعلى هذا المنهج المشرق سار أبناؤه وأحفاده الأئمة الطيبون الطاهرون وقد أثرت جمهرة من أحاديث الأئمة الطاهرين في زهد الإمام المنتظر عليه السلام قبل أن يولد وهذه بعضها:
1 - روى معمر بن خلد عن الإمام أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: " وما لباس القائم عليه السلام إلا الغليظ وما طعامه إلا الجشب " (1).
2 - روى أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: " ما تستعجلون بخروج القائم فوالله ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الشعير الجشب " (2).
3 - روى كل من علي بن أبي حمزة ووهب عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال بحق الإمام المنتظر عليه السلام: " ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الجشب " (3).
ومن المحقق أن هذه سيرته في جميع مجالات حياته ولو لم يكن سلوكه بهذا النحو المشرق لما اختاره الله تعالى للقيام بأعظم دور إصلاحي في جميع فترات التاريخ، فهو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا وينقذ الإنسانية من غطرسة الحاكمين، ويوزع خيرات الله على جميع البؤساء والمحرومين.
3 - صبره:
وظاهرة أخرى من نزعات الإمام المنتظر عليه السلام وصفاته النفسية الصبر وهو من أعظم الأئمة الطاهرين عليهم السلام محنة وأشدهم بلاء فهو يرى في هذه الفترات الطويلة من الزمن الأحداث الجسام التي داهمت العالم الإسلامي ومزقت أشلاءه ووقعت الأمة بجميع شرائحها صريعة بأيدي