4 - الورد بن زيد:
أما الورد بن زيد الأسدي فهو كأخيه الكميت في شدة ولائه وإخلاصه لأئمة أهل البيت عليهم السلام وقد تشرفت بمقابلة الإمام أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام وتلا عليه قصيدته التي يمدح فيها الإمام وعرض في آخرها إلى الإمام المنتظر عليه السلام قال:
متى الوليد ب (سامراء) إذا بنيت * يبدو كمثل شهاب الليل طلاع حتى إذا قذفت أرض (العراق) به * إلى (الحجاز) أناخوه بجعجاع وغاب سبتا وسبتا من ولادته * مع كل ذي جوب للأرض قطاع لا يسأمون به الجواب قد تبعوا * أسباط هارون كيل الصاع بالصاع شبيه موسى وعيسى في مغابهما * لو عاش عمريهما لم ينعه ناع تتمة النقباء المسرعين إلى * موسى بن عمران كانوا خير سراع أو كالعيون إلى يوم العصا انفجرت * فانصاع منها إليه كل منصاع إني لأرجو له رؤيا فأدركه * حتى أكون له من خير أتباع بذاك أنبأنا الراوون عن نفر * منهم ذوي خشية لله طواع روته عنكم رواة الحق ما شرعت * آباؤكم خير آباء وشراع (1) وحكت هذه المقطوعة من الشعر ما سمعه الشاعر من أخبار الإمام المهدي عليه السلام قبل أن يولد فقد سمع ذلك من الأئمة الطاهرين الذين كانت علومهم امتدادا لعلوم جدهم الرسول (ص) فقد ورثهم العلم والحكمة وفصل الخطاب.
لقد أخبر الشاعر عن بناء (سر من رأى) قبل أن تبنى وأن الإمام المنتظر عليه السلام سيولد فيها وأنه سلام الله عليه سيغيب عن الأبصار وأنه في سلوكه يضارع أنبياء الله العظام فهو يشبه نبي الله موسى ونبي الله عيسى في غيابهما... وقد تحقق جميع ذلك.