2 - رسالته إلى العمري وابنه:
ورفع عثمان بن سعيد العمري وابنه محمد رسالة إلى الإمام عليه السلام أخبراه فيها أن الميسمي وهو من الشيعة حدثهما أن المختار وهو من الضالين يدعو الشيعة إلى الإمامة ل (جعفر) فأجابهما الإمام عليه السلام بهذه الرسالة:
" وفقكما الله لطاعته وثبتكما على دينه وأسعدكما بمرضاته انتهى إلينا ما ذكرتما أن الميسمي أخبركما عن المختار، ومناضرته من لقي واحتجاجه بأنه لا خلف غير جعفر بن علي وتصديقه إياه، وفهمت جميع ما كتبتما به مما قال أصحابك عنه: وأنا أعوذ بالله من العمى بعد الجلاء ومن الضلالة بعد الهدى ومن موبقات الأعمال ومرديات الفتن فإنه عز وجل يقول: * (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) * كيف يتساقطون في الفتنة ويترددون في الحيرة، ويأخذون يمينا وشمالا فارقوا دينهم أم ارتابوا أم عاندوا الحق أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والأخبار الصحيحة أو علموا ذلك فتناسوا ما يعلمون أن الأرض لا تخلو من حجة إما ظاهرا وأما مغمورا أو لم يروا انتظام أئمتهم بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واحدا بعد واحدا إلى أن أفضي بأمر الله عز وجل إلى الماضي يعني الحسن بن علي - فقام مقام آبائه عليهم السلام يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم كان نورا ساطعا وشهابا لامعا وقمرا ظاهرا ثم اختار الله عز وجل له ما عنده فمضى على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل على عهد عهده ووصية أوصى بها ستره الله عز وجل بأمره إلى غايته وأخفى مكانه بمشيته للقضاء السابق والقدر النافذ وفينا موضعه ولنا فضله ولو قد أذن الله عز وجل فيما قد منعه وأزال عنه ما قد جرى به حكمه لأراهم الحق ظاهرا بأحسن حيلة وأبين دلالة وأوضح علامة ولأبان عن نفسه وأقام الحجة ولكن أقدار الله لا تغلب وإرادته لا ترد وتوقيته لا يسبق فليدعوا عنهم اتباع الهوى وليقيموا على أصلهم الذي كانوا عليه ولا يبحثوا عما سر عنهم فيأثموا ولا يكشفوا سر الله عز وجل فيندموا وليعلموا أن الحق معنا وفينا ولا يقول ذلك سوانا إلا كذاب