إليك البهائي الحقير يزفها * كغانية مياسة القد معطار تغار إذا قيست لطافة نظمها * بنفحة أزهار ونسمة أسحار إذا زادت قبولا كأنها * أحاديث نجد لا تمل بتكرار وانتهت هذه القصيدة الرائعة وهي تدل على براعة البهائي وضلوعه في الأدب العربي إذ ليس في قصيدته كلمة يمجها السمع وينفر منها الطبع كما دلت قصيدته على ولائه المطلق وإيمانه العميق بالإمام المهدي عليه السلام.
17 - السيد حيدر الحلي:
أما السيد حيدر الحلي فهو كالشريف الرضي في مواهبه وعبقرياته وسائر نزعاته النفسية التي منها الإباء عن الضيم والشموخ عن الذل.
لقد تألق هذان العلمان في سماء الشرق العربي وأفاضا عليه صفحات مشرقة في الأدب العالي التي تعد من مناجم الثقافة خصوصا في رثاء جدهما زعيم الإنسانية ورائد حركاتها التحررية الإمام الحسين عليه السلام فقد رثياه بذوب روحيهما وبلغ بهما الحزن عليه أقصاه.
وللسيد حيدر كوكبة من القصائد الخالدة في رثاء جده الإمام الحسين عليه السلام لم ينضم مثلها في عالم الرثاء وقد استنهض في كثير منها بالإمام المنتظر عليه السلام وطلب منه الخروج ليطهر الأرض من ذئاب البشرية وعلوج الشرك وأنصار الأمويين استمعوا إلى بعض ما يقوله:
من حامل لولي الأمر مالكة * تطوى على نفثات كلها ضرم يا بن الأولى يقعدون الموت إن نهضت * بهم لدى الروع في وجه الضبا الهمم الخيل عندك ملتها مرابطها * والبيض منها عرى أغمادها السأم لا تطهر الأرض من رجس العدى أبدا * ما لم يسل فوقها سيل الدم العرم بحيث موضع كل منهم لك في * دماه تغسله الصمصامة الخذم أعيذ سيفك أن تصدى حديدته * ولم تكن فيه تجلى هذه النعم