العجل يا أرحم الراحمين بحق محمد وآله الطاهرين " (1).
إن الالتجاء إلى الله تعالى والانقطاع ينجي الإنسان وينقذه مما ألم به من محن الأيام وخطوب الزمان وقد جهد أئمة الهدى عليهم السلام على تعليم شيعتهم وإرشادهم إلى بعض الأدعية الشريفة التي تنجيهم من كوارث الزمان.
زيارته للإمام الحسين:
إن فاجعة كربلاء وما جرى فيها على سبط رسول الله (ص) وريحانته الإمام الحسين عليه السلام من ألوان المحن والرزايا التي لم يعانها أي مصلح اجتماعي على امتداد التاريخ فقد كوت قلوب المسلمين وأخلدت لهم الأسى والحزن وكان من أعظم المفجوعين بها أئمة الهدى عليهم السلام من أحفاد الإمام الحسين فقد نخر الحزن قلوبهم على ما جرى على جدهم من الفجائع والمآسي التي تميد من هولها الجبال.
ومن بين الأئمة المنكوبين بمصاب الإمام الحسين عليه السلام الإمام المنتظر عليه السلام فقد استوعب الألم القاسي نفسه الشريفة وبكاه بذوب روحه وتحكي مدى لوعته وأساه زيارته لجده الحسين التي عرفت (بزيارة الناحية المقدسة) فقد سكب فيها أحزانه وعرض فيها ما جرى على جده من صنوف الرزايا والخطوب وما عانته بنات رسول الله صلى الله عليه وآله من المصائب القاسية التي تذوب من مآسيها القلوب ولنستمع إلى بعض فصول هذه الزيارة التي خرجت إلى أحد نوابه وقد سلم فيها على بعض الأنبياء الذين اصطفاهم الله تعالى واختارهم لإصلاح عباده ثم قال مسلما على جده الإمام الحسين عليه السلام:
" السلام على الحسين الذي سمحت نفسه بمهجته السلام على من أطاع الله في سره وعلانيته السلام على من جعل الله الشفاء في تربته السلام على من الإجابة تحت قبته السلام على من الأئمة من ذريته ".