على علم الحرف وغيره من العلوم التي أثرت عن أئمة الهدى عليهم السلام.
16 - بهاء الدين العاملي:
أما بهاء الدين العاملي محمد بن الحسين فهو ألمع شخصية علمية في عصره ومن أكابر علماء الشيعة وقد ألف في مختلف الفنون والعلوم كالفقه، والتفسير والهيئة والفلك والحساب والهندسة والجفر والرمل وغيرها وله شعر رائع في الإمام المنتظر عليه السلام كان منه هذه القصيدة الرائعة التي أسماها (وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان) وهذا نصها:
سرى البرق من نجد فجدد تذكاري * عهودا بجزوى والعذيب وذى قار وهيج من أشواقنا كل كامن * وأجج في أحشائنا لاعج النار ألا يا لليلات الغوير وحاجر * سقيت بهطال من المزن مدرار ويا جيرة بالمأزمين خيامهم * عليكم سلام الله من نازح الدار خليلي ما لي والزمان كأنما * يطالبني في كل وقت بأوتار فأبعد أحبابي وأخلى مرابعي * وأبدلني من كل صفو بأكدار وعادل بي من كان أقصى مرامه * من المجد أن يسمو إلى عشر معشار ألم يدر أني لا أذل لخطبه * وإن سامني خسفا وأرخص أسعاري مقامي بفرق الفرقدين فما الذي * يؤثره مسعاه في خفض مقداري وأني امرؤ لا يدرك الدهر غايتي * ولا تصل الأيدي إلى سبر أغواري وحكت هذه الأبيات شكواه وتذمره من الزمان الذي أبعده وفرق ما بينه وبين أحبته فأخلى مرابعه ومجالسه منهم كما شكى من الدهر الذي ساوى بينه وبين أناس لا يصلون إلى مكانته ولا يبلغون شأوه ثم أعرب بعد ذلك عن صلابته وشدة عزيمته وأنه لا يبالي بما صنع به الدهر فإنه لا يدرك غايته ولا تصل الأيدي إلى سبر أغواره.
ويستمر البهائي في قصيدته الرائعة فيقول:
ويصمي فؤادي ناهد الثدي كاعب * بأسمر خطار وأحور سحار