منه " (1) لقد جرت سنة الله في عباده امتحانهم وابتلاؤهم ليجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون قال تعالى: * (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * وقال تعالى * (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) * وغيبة الإمام عليه السلام من موارد الامتحان فلا يؤمن بها إلا من خلص إيمانه وصفت نفسه وصدق بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الهداة المهديين من حجبه عن الناس وغيبته مدة غير محددة أو أن ظهوره بيد الله تعالى وليس لأحد من الخلق رأي في ذلك وإن مثله كمثل الساعة فإنها آتية لا ريب فيها.
3 - الغيبة من أسرار الله:
وعللت غيبة الإمام المنتظر عليه السلام بأنها من أسرار الله تعالى التي لم يطلع عليها أحد من الخلق فقد أثر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
" إنما مثل قائمنا أهل البيت كمثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات لا يأتيكم إلا بغتة " (2).
وأثر عن الإمام المهدي عليه السلام أنه قال لبعض شيعته " اغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ولا تتكلفوا ما قد كفيتم وأكثروا من الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم والسلام على من اتبع الهدى " (3).
ويقول الشيخ مقداد السيوري: " كان الاختفاء لحكمة استأثر بها الله تعالى في علم الغيب عنده " (4). 4 - عدم بيعته لظالم:
ومن الأسباب التي ذكرت لاختفاء الإمام عليه السلام أن لا تكون في عنقه