السلام وأنقذه مع المؤمنين من قومه من الغرق، وأغرق فرعون وجنوده، أليس في ذلك تعطيلا للقوانين الطبيعية؟ فلتكن قوانين الشيخوخة من هذا القبيل.
إن عناية الله تعالى تتدخل لتجميد القوانين الطبيعية وإلغاء تأثيرها لإنقاذ أوليائه وأنبيائه فقد خرج محمد صلى الله عليه وآله من داره حينما أحاطت به قريش لتصفيته جسديا فستر الله عيونهم عن رؤيته وجعل عليها غشاوة، وكان يمشي بينهم، وهم لا يبصرونه.
3 - لماذا هذا العمر المديد؟
وثمة سؤال آخر طرح على ساحة هذا الموضوع، وهو: لماذا هذا العمر المديد الذي منحه الله تعالى للإمام المنتظر عليه السلام؟ ولم لا يكون عمره كعمر جده رسول الله صلى الله عليه وآله وعمر آبائه الأئمة الطاهرين عليهم السلام؟.
والجواب عن ذلك هو أن الله تعالى قد خص الإمام المنتظر عليه السلام بإصلاح العالم بأسره، وأوكل إليه إنقاذ الإنسان من التيارات المظلمة التي تعصف بحياته، وتجعله في متاهات سحيقة في مجاهل هذه الحياة، فالإمام المنتظر عليه السلام آخر مصلح اجتماعي.
فلا بد أن تمر الأدوار المظلمة التي عانى منها الإنسان الخطوب والمآسي، ليكون هو الفصل الأخير الذي يفجر النور ويملأ الأرض عدلا وقسطا.
إن الإمام المنتظر عليه السلام هو العملاق الذي يغير مجرى تاريخ الحياة، ويقيمها على أساس مزدهر من الحضارة الكبرى التي تعقب الحضارات التي تسود العالم والتي هي مليئة بالظلم والجور، فلا بد له من العمر المديد ليطلع على الدنيا بأسرها ويقف على أوجهها المختلفة ليقوم بالإصلاح الشامل لجميع جوانب الحياة.