برسول الله صلى الله عليه وآله (1).
وكثير من أمثال هذه الأحاديث الشريفة قد أثرت عن نبي الهدى (ص) وعن أئمة العترة الطاهرة، وهي تعلن - وبوضوح - عن مشابهة الإمام المنتظر عليه السلام لجده الرسول (ص) لا في خلقه وأخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيين، وإنما مشابهته له في نزعاته الإصلاحية التي منها كفاحه ونضاله في تدمير الظلم والجور، وإقامة العدل والحق في الأرض.
رواية موضوعة:
وابتلي الفكر الإسلامي بجمهرة كبيرة من الروايات الموضوعة التي افتعلت بعضها لتدعيم الأفكار السياسية القائمة في تلك العصور والتي منها تشويه خصوم السلطة وأعدائها، كما افتعلت بعضها للكيد من الإسلام والحط من قيمه ومبادئه، قد صاغها وابتدعها الحاقدون على الإسلام، والناقمون علي قيمه وعلى رأس المبتدعين لبعض الأخبار هم (الإسرائيليون) فقد دسوا في الأخبار جملة من الأحاديث لتشويه صورة الإسلام ودعم أفكارهم، ومن هذه الروايات الرواية التالية: روى الكنجي وغيره بسنده عن النبي (ص) أنه قال: " المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدري اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلا، كما ملئت جورا، يرضى في خلافته أهل الأرض وأهل السماء، والطير في الجو يملك عشرين سنة (2) أما السبب في وضع هذه الرواية وزيفها فهو ما احتوت عليه من أن جسم الإمام عليه السلام كجسم الإسرائيليين في روائه ونضارته وهو كذب مفضوح فإن جسم الإمام عليه السلام جزء من جسم رسول الله (ص) ومن جسم باب مدينة علمه، الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، فكيف يشبه هذا الجسم الطاهر الملئ بالهداية والنور بأجسام