وأعتى ألوان المحن... وارتفعت الصيحة من دار الإمام عليه السلام وعلت أصوات السادة العلويين بالبكاء فقد فقدوا من كان يحنو عليهم ويعطف.
تجهيزه:
وغسل جسد الإمام الطاهر وحنط وأدرج في أكفانه وحمل للصلاة عليه فانبرى أبو عيسى بن المتوكل فصلى عليه بأمر من المعتمد العباسي (1).
وبعد الفراغ من الصلاة عليه أمرت السلطة بكشف وجه الإمام وعرضه على بني هاشم والعباسيين وقادة الجيش وكتاب الدولة ورؤساء الدوائر والقضاة وقال لهم عيسى:
" هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا قد مات حتف أنفه على فراشه وحضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ومن القضاة فلان وفلان ومن المتطببين فلان وفلان... " (2) ثم غطى وجهه الشريف وإنما صنع ذلك لرفع التهمة عن بني العباس من أنهم قد اغتالوا الإمام عليه السلام كما صنعوا ذلك من قبل مع جده الإمام موسى الكاظم مواكب التشييع:
وهرع جميع من كان في (سامراء) إلى دار الإمام للفوز بتشييع جثمان الإمام وهم ما بين باك ونائح وقد عطلت الدوائر الرسمية والمحلات التجارية وأغلقت جميع الأسواق وكانت (سامراء) شبيهة بالقيامة (3).