فبادر زرارة قائلا لم؟ فقال عليه السلام: يخاف القتل (1).
ويقول الشيخ الطوسي: " لا علة تمنع من ظهور المهدي إلا خوفه على نفسه من القتل لأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار " (2).
مناقشة الخنيزي:
وناقش أبو الحسن الخنيزي في سبب اختفاء الإمام عليه السلام خوفه من القتل قال أما دعوى أن الإمام المهدي ممتنع من الخروج خوفا من الأعداء فهي من الخيالات المنافية أو المخيلات والوهميات المثارة من الحدة حال الجدال (3).
وهذا الرأي ليس بوثيق لأن السلطة العباسية لو ظفرت به لقتلته كما قتلت آباءه الأئمة الطاهرين عليهم السلام فقد فرضت الرقابة الشديدة والمكثفة على بيت أبيه الإمام الحسن العسكري عليه السلام بعد وفاته لإلقاء القبض عليه وقتله فقد حجبه الله تعالى وأخفاه عن العباسيين حفاظا على حياته وبقائه ليقيم العدل وينشر الحق ويبسط الأمن في الأرض في وقت يحدده الله تعالى وليس للإنسان رأي أو اختيار في ذلك.
2 - الامتحان والاختبار:
وثمة سبب آخر علل به غيبة الإمام عليه السلام وهو امتحان العباد واختبارهم وتمحيصهم فقد أثر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " أما والله ليغيبن إمامكم شيئا من دهركم ولتمحصن حتى يقال: مات أو هلك بأي واد سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السنن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح