وحكى هذا المقطع مدى انقطاع الإمام الحسين عليه السلام إلى الله تعالى وإطاعته له في سره وعلانيته وكان من عظيم طاعته وإخلاصه إلى الله أنه عليه السلام سمح بمهجته الشريفة وقدمها قربانا إليه - تعالى - لإحياء دينه وإعلاء كلمته ولولاه للف لواء الإسلام وعادت الحياة الجاهلية بآثامها وشرورها فقد جهد الأمويون على سحق هذا الدين إلا أن الإمام الحسين عليه السلام هو الذي رد كيدهم وأطاح بعروشهم بتضحيته التي هزت العالم الإسلامي وأشاعت السخط والثورات الداخلية على الحكم الأموي حتى أراح الله المسلمين منهم وقد شكر الله تعالى تضحية حبيبه الإمام الحسين عليه السلام وأعد له في الدار الآخرة من الأجر الجزيل الذي لا يوصف لعظمته وحباه في الدنيا بكل مكرمة والتي منها أن جعل الشفاء في تربته وإجابة الدعاء تحت قبته والأئمة الطاهرين المعصومين من ذريته ومن بنود هذه الزيارة قوله عليه السلام: والسلام على ابن خاتم الأنبياء السلام على ابن سيد الأوصياء السلام على ابن فاطمة الزهراء السلام على ابن خديجة الكبرى السلام على ابن سدرة المنتهى السلام على ابن جنة المأوى السلام على ابن زمزم والصفا ".
وحكت هذه الكلمات الأصول الكريمة التي تفرع منها سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام فجده خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وأبوه سيد الأوصياء وباب مدينة علم رسول الله (ص) الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأمه بضعة رسول الله (ص) وسيدة نساء العالمين التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها وجدته خديجة الكبرى التي قام الإسلام بأموالها وتضحيتها فسلام الله على تلك الأصول وعلى ذلك الفرع الطاهر الذي أضاء الدنيا بفضله ومن فصول هذه الزيارة قوله: " السلام على المرمل بالدماء السلام على المهتوك الخباء السلام على خامس أصحاب الكساء السلام على غريب الغرباء السلام على شهيد الشهداء السلام على قتيل الأدعياء السلام على ساكن (كربلاء) السلام على من بكته ملائكة السماء السلام على من ذريته الأزكياء السلام على يعسوب الدين السلام على منازل البراهين السلام على الأئمة السادات... ".