وكان المرجع الوحيد والواسطة الأمينة بين الشيعة وبين الإمام تصل على يده مسائلهم وحقوقهم الشرعية وهو يوصلها إلى الإمام عليه السلام وقد مرض وبقي في مرضه أيام حتى أدركته المنية وانتقل إلى رحمة الله ورضوانه سنة (326 ه) (1) وقد جهز، وشيع بتشييع حافل ودفن في مقره الأخير ومرقده الشريف يقع في (بغداد) في (سوق الشورجة) التي هي أهم مركز تجاري في (بغداد) والناس تتهافت على زيارة قبره للتبرك به.
4 - علي بن محمد السمري:
أما علي بن محمد السمري فهو من عناصر التقوى والإيمان ويكفي في سمو شأنه وعظيم مكانته تقلده للنيابة العامة عن الإمام المنتظر عليه السلام بنص منه مع وجود كوكبة من علماء الشيعة وخيارهم وهو آخر وكلاء الإمام الممجدين وبوفاته وقعت الغيبة الكبرى وصارت السفارة العامة والمرجعية العظمى إلى الفقهاء العظام.
ويقول الرواة إنه قبل وفاة علي السمري أخرج إلى الناس رسالة موقعة من الإمام المنتظر عليه السلام جاء فيها بعد البسملة:
" يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بإذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي على شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. " (2).
ويواجهنا في هذه الرسالة ما ورد فيها أن من يدعي مشاهدة الإمام عليه