____________________
الصدقات. كما اتضح أيضا بذلك للعموم لياقة الوصي (عليه السلام) لذلك، وأن إرساله يومئذ لم يكن بداعي الحب أو الحمية أو القرابة أو العصبية، بل كان ذلك إطاعة لأمر الله تعالى ورضاه به فقط، دون غيره. بل بذلك أيضا علم الكل لياقته (عليه السلام) لسائر أصناف الزعامة في الأمور المذكورة وغيرها، ولذلك لم يؤمر عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أحدا في شيء من غزواته، وسائر أموره كما هو المتسالم عليه بين الفريقين.
ثم إن الرجل بعد انتزاع السورة المباركة منه، وعزله عن ذاك المنصب اليسير، رجع إلى المدينة، وقدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مغضبا معاتبا، وقال يا رسول الله: أنزل في شيء؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا، ولكن جائني جبرائيل، وقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " (1). وقد ثبت بذلك أن عليا (عليه السلام) منه (صلى الله عليه وآله وسلم) ومخلوق من طينته، فهو أولى وأليق بالخلافة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) دون غيره.
ثم بعد الغض عن ذلك كله، أليس قد ثبت لدى الجمهور على ما ذكره علماؤهم ومؤرخوهم - كالطبري، وابن حجر، وكنز العمال، وشرح النهج، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة (2) - أن الرجل اعترف على نفسه باقتران شيطان له، يوحي إليه، حيث قال على المنبر بملا من الجموع: إن لي شيطانا يعتريني، فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني. وعليه فهل مثله يليق لذاك المنصب العظيم، وتلك المنزلة الرفيعة التي ليس فوقها إلا درجة النبوة؟
«ومثل هذا الأمر» الخطير «هل يليه» ويتولاه «من كان شيطان له يغويه» فإن من يسترشد الأمة كيف يصح أن يكون مرشدا لهم؟ وكيف يجوز تقديمه على من كان هاديا مهديا؟ وهو باب مدينة علم
ثم إن الرجل بعد انتزاع السورة المباركة منه، وعزله عن ذاك المنصب اليسير، رجع إلى المدينة، وقدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مغضبا معاتبا، وقال يا رسول الله: أنزل في شيء؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا، ولكن جائني جبرائيل، وقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " (1). وقد ثبت بذلك أن عليا (عليه السلام) منه (صلى الله عليه وآله وسلم) ومخلوق من طينته، فهو أولى وأليق بالخلافة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) دون غيره.
ثم بعد الغض عن ذلك كله، أليس قد ثبت لدى الجمهور على ما ذكره علماؤهم ومؤرخوهم - كالطبري، وابن حجر، وكنز العمال، وشرح النهج، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة (2) - أن الرجل اعترف على نفسه باقتران شيطان له، يوحي إليه، حيث قال على المنبر بملا من الجموع: إن لي شيطانا يعتريني، فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني. وعليه فهل مثله يليق لذاك المنصب العظيم، وتلك المنزلة الرفيعة التي ليس فوقها إلا درجة النبوة؟
«ومثل هذا الأمر» الخطير «هل يليه» ويتولاه «من كان شيطان له يغويه» فإن من يسترشد الأمة كيف يصح أن يكون مرشدا لهم؟ وكيف يجوز تقديمه على من كان هاديا مهديا؟ وهو باب مدينة علم