تاويا في أهل مدين فعلى هذا يكون المعنى أن عيسى عليه السلام سوف يأتي ويقيم في الأرض للدجال أي لأجل قتله وإما بضم حرف المضارعة مبني للفاعل أيضا من الاتواء بمعنى الاهلاك من قولهم توى المال بكسر الواو أي هلك ثم استعمل في مطلق الهلاك وعدي إلى المفعول بالهمزة فيكون المعني أن عيسى عليه السلام سوف يأتي ويهلك الدجال وهو الأنسب ههنا فتكون اللام في قوله لدجال زائدة أو للتقوية وتنازع فيه كل من يأتي ويتوى وعلى الأول تكون اللام لتعليل ودجال فعال مبالغة في اسم الفاعل من الدجل وهو الكذب والتمويه وخلط الحق بالباطل ووصف بذلك لأن حاله مبني على ذلك المعنى ولأنه وصف أيضا بالمسيح فيتميز عن وصف عيسى عليه السلام بالمسيح وجه تسميته مسيحا قيل لأنه يمسح الأرض وقيل لأنه ممسوح العين ويروى في حقه المسيخ بالخاء المعجمة لقبح صورته ووجه تسمية عيسى عليه السلام بالمسيح أنه مسح بالبركة أو بما طهره من الذنوب أو مسحه جبرائيل عليه السلام والمراد بالشقي الكافر إذ لا شقاوة فوق الكفر والخبال فساد الحال الإعراب الواو عاطفة قصة على قصة عيسى مبتدأ سوف حرف تنفيس واستقبال وجملة يأتي من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ وثم حرف عطف يقتضي ثلاثة أمور التشريك في الحكم والترتيب والمهلة وهي موجودة ههنا ويتوى عطف على يأتي ولدجال متعلق بيتوى وتنارع فيه يأتي ويتوى وشقي صفة لدجال ونكر الصفة نظرا للفظ الموصوف فصار مخصوصا معلوما بالمجموع أو حذف أل من الصفة للضرورة على أن دجال علم بالغلبة كفضل (وحاصل معنى البيت) أن نزول عيسى بن مريم عليه السلام حق يجب اعتقاده فينزل على المنارة الشرقية في جانب بني أمية بالشام ويأتي بيت المقدس وفي يده عصى يقتل بها الدجال عند باب لد الشرقي حين محاصرة المهدي في قلعة القدس ويل يضربه بحربة وهو لا ينافي الأول لجواز أن يكون للعصى حربة وقيل بمجرد رؤيته عيسى يذوب كما يذوب الملح في الماء كما قيل وكأن معناه أنه يذل ويحقر عند رؤية عيسى عليه السلام ويكون الأعور يدعي الألوهية والناس يؤمنون به إلا من شاء الله سعادته ويكون معه جبلان في أحدهما أنواع الثمار وفي الآخر أنواع العذاب يلبث في الأرض أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وباقي أيامه كأيامنا كما ورد في مسلم عن النواس بن سمعان وروي عن أبي أمامة الباهلي قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٦٩)