سليمان الخوزجاني تلميذ محمد بن الحسن الشيباني من أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه وما تريد قرية من قرى سمرقند وأراد المص رحمه الله بالافتراض في البيت مطلق اللزوم الشامل للواجب ولما فعله أولى أي ليس ذلك متعينا على الله تعالى بوجه من الوجوه والهادي من أسمائه تعالى أي خالق الاهتداء والمشهور عند المعتزلة الهداية هي الدلالة الموصلة إلى المطلوب وعندنا الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب حصل الوصول والاهتداء أو لم يحصل كذا قاله العلامة رحمه الله في شرح العقائد وأورد أن كلا من القولين منقوض أما الأول فمنقوض بقوله تعالى وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدي وأما الثاني فمنقوض بقوله تعالى إنك لا تهدي من أحببت واحتمال التجوز مشترك ولا يندفع بقول من قال إنها تطلق تارة ويراد بها خلق الاهتداء كقوله تعالى إنك لا تهدي من أحببت وتارة يراد بها مجرد البيان كقوله تعالى وأما ثمود فهديناهم * وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم فتدبر قال في شرح أسماء الحسنى والهادي من أسمائه تعالى الحسنى ومعناه الدال عباده قاطبة إلى الإيمان والتوحيد بإرسال الرسل وإنزال الكتب ونصب الآيات في الآفاق والأنفس كما قال تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين أنه الحق والمؤمنين خاصة إلى الأعمال الصالحة والملكات الفاضلة والأحوال السنية بلطف توفيقه وحسن إرشاده وتعليمه للاستهداء بقوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم والسالكين خاصة إلى التحقيق بحقائق الأسماء والصفات والتمكن في مقامات التجليات والتوصل إلى حضرة الحضرات بجذبات عنايته ولمعات هدايته كما قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا والمتخلق باسم الهادي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أصالة وكذلك سائر الأنبياء عليهم السلام كل منهم في نوبته ثم ورثة الأنبياء الداعون للخلق إلى سبيل الحق بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمر الله تعالى نبيه أصالة وورثته تبعا بقوله ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن أي خاصمهم وناظرهم بوجه حسن والرفع شبههم وشكوكهم بوجه لا يؤدي إلى العتو والعناد انتهى والمقدس مأخوذ من القدس بضم الدال وسكونها وهو الطهارة أو الإبعاد عن الأكدار يقال قدس في الأرض إذا ذهب فيها وبعد ولا تنافي بين المعنيين إذ الطهارة ترجع إلى البعد لأنها التنزه عن الأقذار حسية أو معنوية ومنة أدخلوا الأرض المقدسة أي
(٤٨)