النفختين أربعون سنة كما قال تعالى فإذا نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وقال تعالى ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون وقال تعالى ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ثم توفي كل نفس ما كسبت فيجزيهم على حسب أعمالهم من الحسنات والسيئات قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال العلامة في شرح العقائد والبعث حق وهو أن يبعث الله الموتى من القبور بأن يجمع أجزاءهم الأصلية ويعيد الأرواح إليها للنصوص القاطعة بحشر الأجساد وأنكره الفلاسفة بناء على امتناع إعادة المعدوم لعينه وهو مع أنه لا دليل لهم عليه يعتد به غير مضر بالمقصود لأن مرادنا أن الله تعالى يجمع الأجزاء الأصلية للانسان ويعيد روحه إليه سواء سمي ذلك إعادة المعدوم لعينه وهو مع أنه لا دليل لهم عليه يعتد به غير مضر بالمقصود لأن مرادنا أن الله تعالى يجمع الأجزاء الأصلية للانسان ويعيد روحه إليه سواء سمى ذلك إعادة المعدوم بعينه أو لم يسم وبهذا سقط ما قالوا إنه لو أكل إنسان إنسانا بحيث صار الآخر جزء منه فتلك الأجزاء إما أن تعاد فيهما وهو محال أو في أحدهما فلا يكون الآخر معادا بجميع أجزائه وذلك إن المعاد إنما هو الأجزاء الأصلية الباقية من أول العمر إلى آخره والأجزاء المأكولة فضلة في الأكل لا أصلية فإن قيل هذا قول بالتناسخ لأن البدن الثاني ليس هو الأول كما ورد في الحديث أن أهل الجنة جرد مرد وأن الجهنمي ضرسه مثلا أحد ومن هنا قال ما من مذهب إلا وللتناسخ فيه قدم راسخ قلنا إنما يلزم التناسخ لو لم يكن البدن مخلوقا من الأجزاء الأصلية للبدن الأول وإن سمي مثل ذلك تناسخا كان نزاعا في مجرد الاسم ولا دليل على استحالة إعادة الروح بقوله فيجزيهم على قدر الخصال عن ذكر سؤال الملكين وعذاب القبر والحشر والحساب وأخذ الكتب ووزن الأعمال والمرور على الصراط وسيذكرها فيما بعد وكلها حق عند أهل السنة والجماعة يجب الإيمان بوقوعها لثبوتها بالأدلة القطعية أولها سؤال الملكين منكر ونكير وهما ملكان يدخلان القبر فيسألان العبد عن توحيد ربه وعن دينه وعن نبيه كما ورد إذا أقبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقا العينين يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ثم يفسح له فيقبره سبعون ذراعا في سبعين وينور له فيه ثم يقال له نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان نم كنوم العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه فينام حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك وإن كان منافقا يقول
(٣٥)