سمعت الناس يقولون شيئا فقلت مثله لا أدري فيقولان قد كنا نعلم أنك كنت تقول ذلك ثم يقولان للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك وقوله فيجزيهم على قدر الخصال أي المسطرة في الصحف فيعطى كل إنسان كتابه المثبت فيه طاعته ومعاصيه يعطى للمؤمن بيمينه وللكافر بشماله من وراء ظهره قال تعالى ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وقال تعالى وأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا إلى غير ذلك من الأدلة ثم عليه يقع الحساب لأنه الجامع لما قدمت يداه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا * فيجازي بما في كتابة إن خيرا فخير وإن شرا فشر وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى الإعراب يميت مضارع أمات وفاعله مستتر يرجع إلى الله تعالى والخلق مفعوله وقهرا منصوب أما على الحال من الفاعل أو من المفعول أي حال كونه قاهرا أو حال كونهم مقهورين وعلى كل فهي حال لازمة أو على المصدرية مؤكدا للفعل المقدر أي يقهرهم قهرا ويحتمل التمييز وثم للتراخي عطف على يميت وفاعل يحيي فاعل يميت ومفعوله محذوف أي الخلق فيجزيهم عطف على يحيي والفاء للتعقيب على وفق متعلق بيجزي (ومعنى البيت) ظاهر تتمة يجب الإيمان بأن ملك الموت يقبض أرواح العالمين بأمر ربهم عند حلول الأجل والإماتة فعل الله تعالى وإسناد التوفي إلى ملك الموت في قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم بطريق المجاز لأنه المباشر بنفسه أو بأعوانه والمقتول ميت بأجله عند أهل السنة والجماعة وليس له أجل آخر قطعه القاتل قال تعالى لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وقال الشاعر:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تنوعت الأسباب والعمر واحد وزعم بعض المعتزلة أن القاتل قطع على المقتول أجله وهو مردود بما قدمنا فإن قيل إذا كان المقتول ميتا بأجله فمؤاخذة القاتل لماذا أجيب بأن مؤاخذته بسبب أنه ارتكب المنهي ومباشرته خراب بنيان الله تعالى قال تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق وقال عليه السلام إلا دمي بنيان الرب ملعون من هدمه ولأنه لو لم يقتل القاتل لظهر الفساد بين العباد بانتقام كل خصم من خصمه قال تعالى ولكم في القصاص حياة يا أولو الألباب أي إذا علم قاتل أنه إذا قتل قتل به انكف عن القتل فيسلم القاتل والمقتول فالأجل واحد عند أهل السنة لا يزيد ولا ينقص وأما ما ورد من نحو صلة الرحم تزيد في العمر والصدقة تزيد