نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٣٨
والنيران في كثير من القرآن وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا إلى غير ذلك فيجب اعتقاد أن من مات على الكفر يستحق النار ويدخلونها بعد أن ينادى لهم و للمنافقين على رؤس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين وأن الجنة حق وأن النار حق لأن الآيات والأحاديث الواردة في حقهما أكثر من أن تحصى وأنكر الفلاسفة وجودهما متمسكين بأن الجنة موصوفة بأن عرضها كعرض السماوات والأرض وهذا في عالم العناصر محال لأن عالم العناصر أصغر من السماوات والأرض والأصغر لا يسع الأكبر وفي عالم الأفلاك أو عالم آخر خارج عن عالم الأفلاك يستلزم جواز الخرق والالتيام وهو باطل قلنا هذا مبني على أصلكم الفاسد والمراد عرض الجنة مثل عرض السماوات والأرض في الماهية ولا يلزم من ذلك تساوي مقدارهما فإن الإنسان الصغير مثل الإنسان الكبير في الماهية مع عدم تساويهما في المقدار وأنهما مخلوقتان موجودتان الآن عند أهل السنة والجماعة وذهب أكثر المعتزلة إلى أنهما مخلوقتان يوم الجزاء لعدم المقتضي الآن دليلنا قصة آدم وحواء عليهما السلام وإسكانهما في الجنة وإهباطهما منها والآيات الظاهرة في إعدادهما مثل أعدت للمتقين أعدت للكافرين ولا ضرورة في العدول عن الظاهر فإن عورض بمثل قوله تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا من حيث إن الجعل مستقبل قلنا هو محتمل للحال والاستقبال فتبقى قصة آدم سالمة عن المعارض على أن الجعل يحتمل معنى التخصيص كما يقال اجعل هذا لزيد أي أخصه به فلا ينافي سبق وجودهما وإذا ثبت وجودهما الآن فلا قائل بفنائهما بعد وجودهما لكن لم يرد نص صريح في تعيين مكانهما الآن والأكثرون على أن الجنة فوق السماوات السبع تحت العرش أخذا من قوله تعالى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى وقوله عليه السلام سقف الجنة عرش الرحمن وإن النار تحت الأرضين السبع وقال بعض المحققين والحق تفويض ذلك إلى علم العلمي الخير والكافرين فشمل أطفالهم باعتبار التبعية لكن اختلف فيهم والصحيح التفصيل فأطفال الأنبياء عليهم السلام في الجنة بلا خلاف وكذا بقية أطفال المؤمنين على الصحيح واختلف في أطفال المشركين والأصح إنهم خدمة المؤمنين في الجنة لعدم التكليف ولا يليق بكرمه أن يعذب بالذنب وإن جاز عليه كما قدمنا ومن قال إنهم في النار مع آبائهم مستدلا بقوله تعالى ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا فقد أول على المعنى الأول وقيل هم على الأعراف بين الجنة والنار وقيل يصيرون ترايا وقيل السكوت عنهم أولى ولذا توقف فيهم الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139