فيقول يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا فيقول أنت يا رب فيقول من قواك لعبادة خمسمأة سنة فيقول أنت يا رب فيقول من أنزلك في جبل وسطة اللجة وأخرج لك الماء العذب من المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تطرح مرة في السنة وسألته أن يقبضك ساجدا ففعل فيقول أنت يا رب قال فيقول تعالى ذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة ادخلوا عبدي الجنة فنعم العبد كنت يا عبدي فأدخله الله الجنة ثم قال جبرائيل إنما الأشياء برحمة الله يا محمد الإعراب دخول الناس مبتدأ في الجنات متعلق بدخول وفضل خبر المبتدأ من الرحمن متعلق لفضل يا أهل الأمالي جملة ندائية تكملة للبيت والأمالي إن كان بغير ياء كما في بعض النسخ فهو جمع أمل وكان حقه الآمال بالمد وتركه لضرورة الوزن وإن كان بالياء كما في أغلب النسخ فيكون مراده الأمالي المتقدمة المقولة لتوحيد فكأنه قال هنا يا أهل التوحيد أو يا طالب هذه المنظومة ويكون فيه رد العجز على الصدر وهذا آخر ما قصده المص رحمه الله بمنظومته وأفاد وأحسنه وأجاد ثم أخذ يطنب في مدحه ويبالغ في وصفه ويرحض على تعاطيه لما حوته أماليه بقوله رحمه الله رحمة كثيرة 62 لقد البست للتوحيد وشيا * بديع الشكل كالسحر الحلال لأم لقد ابتدائية مؤكدة ولا معنى لجعلها ههنا موطئة للقسم كما قيل وقد حرف تحقيق البست يتعدى إلى مفعولين والتاء ضمير المتكلم فاعله وللتوحيد اللام زائدة والمجرور في محل نصب المفعول الأول وإن قدر المفعول الأول أي تأليفي أو نظمي فاللام متعلقة به ولا زيادة ح وأليق بالأدب كما لا يخفى على أهل الأدب مع أنه المناسب لأول بيت قصيدته ووشيا المفعول الثاني على كل حال وفي بعض النسخ نظما مكان وشيا وبديع الشكل صفة أي بديعا شكله فالإضافة ليست محضة وفي الكلام استعارة بالكناية شبه هذا العلم كساه ثوب نظمه البديع أو تأليفه على ما قدمنا بشئ مضمر في النفس وهو الإنسان المتساهل للبس الزينة على سبيل الكناية وأثبت له شيئا من لوازمه وهو الباس الوشى تخييل وذكر بداعة شكله إيهام فاللباس هنا معنوي لا حسي كما في قوله تعالى ولباس التقوى ذلك خير وقوله كالسحر الحلال صفة ثانية لوشيا ووصف السحر بالحلال احتراس كقوله:
(١٣٤)