فوقها فهي صغيرة وإن أضيفت إلى ما دونها فهي كبيرة انتهى لكن قوله تعالى: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم يدل بظاهره أن الكبائر ممتازة عن الصغائر بالذات فتأمل والكبيرة المطلقة هي الكفر إذ لا ذنب فوقه وبالجملة فالمراد بالكبائر ههنا غير الكفر إذ لا شفاعة ولا عفو في الكفر أصلا والحاصل إن شفاعة أهل الخير كالأنبياء والمؤمنين لأهل الكبائر ثابتة مرجوة القبول يجب الإيمان بوقوعها قال تعالى: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وقال تعالى واستغفر أسلوب هذا الكلام يدل على ثبوت الشفاعة في الجملة وإلا لما كان لنفي نفعها عن الكافرين عند القصد إلى تقبيح حالهم وتحقيق يأسهم معنى لأن مثل هذا المقام يقتضي أن يوسموا بما يخصهم لا بما يعمهم وغيرهم وليس المراد أن تعليق الحكم والكافرين يدل على نفيه عما عداهم حتى يرد علينا ما يقوم حجة على من يقول بمفهوم المخالفة وقال عليه الصلاة والسلام شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وفي سنن ابن ماجة من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء وحديث يشفع نبيكم رابع أربعة جبرائيل ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم نبيكم صلى الله عليه وسلم ثم الملائكة ثم النبيون ثم الصديقون ثم الشهداء. رواه أبو عمرو بن السماك والشفاعة العظمى التي أعطيها نبينا صلى الله عليه وسلم الشفاعة في فصل القضاء حين يسأل الناس آدم عليه السلام في ذلك فلا يجيبهم لتذكره ما وقع له من الأكل من الشجرة ثم يأتون إلى نوح عليه السلام ثم إلى الأنبياء من بعده فكل يقول نفسي لا أريد سواها فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم وقد زاد بهم الكرب فيسألونه الشفاعة العظمى في فصل القضاء فيقول أنا لها ويسجد تحت العرش وقدر السجود والاختلاف فيه مبسوط في موضعه فيشفع صلى الله عليه وسلم فيشفع ويعجل الحساب ويرتاح الناس من هول الموقف بهذه الشفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم اتفاقا وكذا الشفاعة في إدخال قوم الجنة بغير حساب عند الأكثر وكذا الشفاعة في زيادة الدرجات وفي حديث الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنهما بعد أن ذكر الدجال وخروج يأجوج ومأجوج وغير ذلك قال ثم يؤمر بالصراط فيضرب على جهنم فيمر الناس عليه على قدر أعمالهم زمر كلمح البصر والبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير ثم كأسرع البهائم ثم كذلك حتى يمر الرجل سعيا ثم مشيا ثم يكون آخرهم رجل يتلبط على بطنه فيقول أي رب لماذا أبطأت بي فيقال
(١٢٧)