وأظلم من الليل كل قنطرة آلاف سنة ألف صعود وألف هبوط وألف استواء يسأل في أولة عن الإيمان وفي الثاني عن الصلاة بالأركان وفي الثالث عن الزكاة وفي الرابع عن صوم رمضان وفي الخامس عن الحج وفي السادس عن الوضوء والغسل والجنابة بالإسباغ وفي السابع عن الوالدين وصلة الأرحام والاصلاح بين الإخوان فإن أجاب عن كلها مر عليه كالبرق الخاطف وإلا تردى في النار وعن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار إذا بدلت الأرض فأين يكون الناس فقال عليه السلام يكونون على الصراط والنصوص في ذلك كثيرة لا ينكرها إلا من أضله الله ثم مرورهم مختلف متفاوت في سرعة النجاة وعدمها بحسب تفاوت أعمالهم يدل عليه حديث: يمر المؤمنون كطرفة عين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجود الخيل والركاب فناج سليم ومخدوش مزمل ومكدوش في نار جهنم، وأول من يمر على الصراط محمد صلى الله عليه وسلم ومن الأمم أمته ولا يتكلم ح إلا المرسلون يقولون اللهم سلم سلم وفي بعض الروايات ثم عيسى عليه السلام بأمته يدعون نبيا نبيا حتى يكون آخرهم نوحا وأمته وآخر من يمر على الصراط رجل يتلبط على بطنه فيقول أي رب لم بطئت بي فيقال إنما بطئ بك عملك الإعراب حق خبر مقدم ووزن أعمال مبتدأ مؤخر وجرى معطوف على وزن فيكون من عطف المفردات أي الوزن والجري ذو حق أو المعطوف محذوف وهو حق فيكون من عطف الجمل وعلى متن الصراط متعلق بجرى وبلا اهتبال في محل رفع صفة حق أو خبر مبتدأ محذوف أي وذلك بلا اهتبال (وحاصل معنى البيت) وزن أعمال العباد بعد بعثهم ووقوعهم بين يدي ربهم حق والجري على متن الصراط حق خال عن الكذب فيجب اعتقاد وقوع كل منهما و من أنكر ذلك كان مخالفا لأهل السنة والجماعة تتمة لم يتعرض المص لذكر الحوض كما تعرض غيره وهو أيضا حق يجب اعتقاده لقوله تعالى إنا أعطيناك الكوثر و لقوله عليه السلام حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه أكثر من نحوم السماء من شرب منه لا يظمأ أبدا وروى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
(١٢٥)