ودعوة الغازي حتى يرجع ودعوة المظلوم حتى ينتصر ودعوة المريض حتى يشفى ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب وأسرع هذه الدعوات دعوة الأخ لأخيه بالغيب. أخرجه الحافظ وصححه الطبري وقال عليه السلام دعاء الأحياء ينفع الأموات وقال عليه السلام اهدوا إلى أمواتكم قالوا وما الهدية يا رسول الله قال الدعاء والصدقة وقال تصدقوا على موتاكم فإن الله تعالى وكل ملائكته يحملون صدقات الأحياء إليهم فيفرحون بها ويقولون اللهم اغفر لمن نور قبورنا وبشره بالجنة كما بشرنا الحديث والأخبار في ذلك كثيرة وعليه إجماع المسلمين وفي قوله وقد ينفيه أصحاب الضلال إشارة إلى الرد على المعتزلة في زعمهم أنه لا تأثير للدعاء وأن العبد لا ينتفع بعمل غيره ولا بدعائه وهو مردود بما ذكرنا وقوله تعالى وأن ليس للانسان إلا ما سعى اللام فيه بمعنى على أو المعنى ليس له من عمل غيره شئ إذا لم يجعله له ثم اعلم أن تأثير الدعوات في القضاء المعلق فإن القضاء على نوعين معلق ومبرم فالقضاء المعلق يندفع بالدعاء بشروطه وهو الذي أشار إليه المص وكذا بالصدقات وفعل الخيرات والبر والاحسان وصلة الأرحام ومبرم لازم الوقوع لما علمت من قواعدنا أن ما سبق في عمله تعالى من غير تعليق لا بد من وقوعه فهذا لا تغير ولا تبدل وإنما يحصل بذلك الرفق والبركة في العمر والتيسير وعلى هذا حمل كل ما ورد من نحو الصدقة تدفع البلا وتزيد في العمر وصلة الرحم تزيد في العمر ونحو ذلك ثم أن للدعاء شروطا ألزمها خلو جوف الداعي من الحرام لما في حديث مسلم يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب له أي كيف ومن أين يستجاب لمن هذه صفته وقبح ما فيه فهو ظاهر في أن تناول الحرام مانع من إجابة الدعاء ومنها أن لا يدعو بحرام كان يدعو بالشر على غير مستحقه ولا بمحال ولو عادة فإن الله تعالى أجرى الأمور على العادة فالدعاء بخرقها تحكم على القدرة القاضية بدوامها وذلك سوء أدب مع الله تعالى قيل إلا بالاسم الأعظم ومنها أن لا يكون فيما يسئل غرض فاسد كطلب مال للتفاخر وطول عمر لغير طاعة ومنها أن لا يكون فيما يسئل غرض فاسد كطلب مال للتفاخر وطول عمر لغير طاعة ومنها أن يكون على وجه الاختيار فإنه سوء ظن بالله تعالى وهو تعالى على كل شئ قدير ومنها أن لا يستعظم حاجته وأن يكون حاضر القلب وتكون الإجابة عنده أغلب من الرد لخبر ادعوا الله وأنتم موقنون فإن الله تعالى لا يسمع دعاء من قلب غافل لاه ولخبر يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي ومنها أن لا يشتغل به عن فرض ومنها أن لا يضجر
(١١٤)