(وحاصل معنى البيت) إن حساب الله الناس بعد بعثهم من قبورهم على أفعالهم وأقوالهم قلت أو كثرت ومجازاتهم عليها حق ثابت يجب اعتقاد وقوعه فكونوا معشر الناس متسمين بالتحرز عن الوقوع في الآثام وما يوجب النكال والملام وادخروا لذلك اليوم ما ينفعكم فسيرى الله عملكم ويجازيكم على ما كسبتم من خير أو شر كما قال الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقال تعالى ثم توفى كل نفس ما كسبت وقال تعالى ثم إنكم يوم القيامة تبعثون وقوله عليه السلام حلالها وحرامها عذاب فالبعث والحساب والمجازات حق عند أهل السنة للنصوص القاطعة مما ذكرنا وغيرها بحشر الأجساد وأنكره الفلاسفة بناء على امتناع إعادة المعدوم بعينه قال العلامة رحمه الله في شرح العقائد وهو أي قول الفلاسفة مع أنهم لا دليل لهم عليه غير مضر بالمق لأن مرادنا أن الله تعالى يجمع الأجزاء الأصلية للانسان ويعيد روحه إليه سواء سمي ذلك إعادة المعدوم بعينه أو لم يسم انتهى ومفاده أنهم يقولون بالحشر وإنما يخالفون في التسمية وفيه نظر فتأمل ثم إطلاق المص رحمه الله الناس يحتمل دخول الجن فيهم ويحتمل عدمه على ما قدمنا لكن الأكثرون على دخولهم لأنهم مكلفون لهم ثواب وعليهم عقاب فيحاسبون كبني آدم وهو الراجح وأما الملائكة هل يحاسبون: أخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن السائب قال أول من يحاسب جبرائيل عليه السلام والمراد من حسابه والله أعلم ما أخرجه ابن حبان عن سنان أنه قال: اللوح المحفوظ معلق بالعرش فإذا أراد الله تعالى أن يوحي بشئ كتب في اللوح المحفوظ فيجئ اللوح حتى يقرع جبهة إسرافيل فينظر فيه فإن كان متعلقا إلى أهل السماء دفعه إلى ميكائيل وإن كان إلى أهل الأرض دفعه إلى جبرائيل فأول من يحاسب يوم القيامة اللوح يدعى به فترعد فرائصه فيقال له هل بلفت فيقول نعم فيقال من يشهد لك فيقول إسرافيل فيدعى إسرافيل فترعد فرائصه فيقال هل بلغك اللوح فإذا قال نعم قال اللوح الحمد لله الذي نجاني من سوء الحساب. وأخرج أيضا عن وهب بن الورد قال إذا كان يوم القيامة دعي إسرافيل ترعد فرائصه فيقال ما صنعت فيما أدى إليك فيقول بلغت جبرائيل فيدعى جبرائيل ترعد فرائصه فيقال ما صنعت فيما بلغك إسرافيل فيقول بلغت الرسل فيؤتى بالرسل فيقال ما صنعتم فيما أدى إليكم جبرائيل فيقولون بلغنا الناس وهو قوله تعالى فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ثم تسئل الأمم وسؤالهم بحسب أحوالهم فمنهم من
(١٢٠)