بناء المقالة الفاطمية - السيد ابن طاووس - الصفحة ٢٣٦
وأطاعت فقامت فاطمة - رضوان الله عليها - إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص (1) وصلى علي مع النبي - صلى الله عليه [وآله] - المغرب، ثم أتى (2) المنزل، فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم، أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، وذكر شعرا (3) قال: فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح.
فلما كان اليوم الثاني، قامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته (4) وصلى علي مع النبي - صلى الله عليه [وآله] - ثم أتى المنزل، فوضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم من

(١) ج وق: قرصا. (٢) ن: أتى إلى المنزل.
(٣) والشعر كما جاء في تفسير القرطبي: ١٩ / ١٢٩.
فاطم ذات الفضل واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين يشكوا إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائع حزين كل أمري بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين موعدنا جنة عليين * حرمها الله على الضنين وللبخيل موقف مهين * تهوى به النار إلى سجين شرابه الحميم والغسلين * من يفعل الخير يقم سمين ويدخل الجنة أي حين فأنشات فاطمة رضي الله عنها تقول:
أمرك عندي يا بن عم طاعة * ما بي من لوم ولا وضاعة غديت في الخبز له صناعة * أطعمه ولا أبالي الساعة أرجو إذا أشبعت ذا المجاعة * أن ألحق الأخيار والجماعة وأدخل الجنة لي شفاعة (4) ق: وأخبزته.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست